يقول صاحب القصة:
بدأت التدخين عندما كان عمري 13 عاماً حيث دخنت أول سيجارة أعطاها لي أحد أصدقائي، وفي البداية لم أحتمل رائحتها وطعمها السيئين، ولكن شيئاً فشيئاً تعودت عليها.
وعندما بلغت الرابعة عشر من عمري دفعني حب الإستطلاع إلى أن أجرب تعاطي المخدرات، ووقعت تحت تأثير أصدقاء ابن خالتي الذين يكبرونني بنحو ست سنوات، وكانوا يداومون على تعاطي المخدرات.
وفي إحدى سهراتي معهم تعاطيت المخدرات لأول مرة وكانت نوعاً من الأقراص رخيصة الثمن، وأحسست بالخوف وشعرت بالرهبة عند تناول هذه الحبوب في هذه الليلة، ولكن سرعان ما وقعت تحت تأثيرها، وسيطر علي إحساس وهمي بالسعادة والفرح والنشوة.
وبعد ذلك جربت أنواعاً أخرى من المخدرات حتى تعودت عليها، وبعد عام من تعاطي المخدرات وصلت إلى مرحلة الإدمان.
وبعد أن كنت أعتمد على زملائي في الحصول على المخدرات بدأت التعامل مع تجار المخدرات، وكنت أذهب إلى مناطق عشوائية متخلفة في أطراف المدينة التي أسكن فيها لأشتريها منهم.
وفي إحدى المرات كنت عائداً من إحدى هذه المناطق بعد شرائي للمخدر هاجمني بعض اللصوص وسرقوا مني المخدر، وعندما حاولت إستعادته ضربوني بشدة.
وبعد ذلك تعاملت مع تجار الجملة في بعض المحافظات حيث يبيعون المخدرات بسعر رخيص.
وذات مرة تعاطيت جرعة زائدة من المخدر فأصبت بهبوط حاد، وأعادني أصدقائي إلى المنزل، واكتشف والدي الأمر، وبدأ يراقب تصرفاتي، وإمتنع عن إعطائي مصروفي.
ورغم الجهد الذي بذله والدي لمنعي من تعاطي المخدرات فقد واصلت طريق الإدمان حتى النهاية فكنت أسرق النقود من البيت لشراء المخدرات.
وتحولت مع الوقت إلى إنسان ضعيف الشخصية ومعقد نفسياً، وليس لي أية إرادة، وعاجز عن فعل أي شيء سوى الإدمان، وبدأ الناس من حولي ينفرون مني.
ورفضت الفتاة التي كنت أحبها الإرتباط بي بسبب إدماني المخدرات، فبدأت أتعاطاها بشراهة حتى وصلت إلى مرحلة كنت أصعد السلم زحفاً على ركبتي.
ثم تعاطيت أنواعاً كثيرة من بودرة الهيروين، ولكنني لم أستمر في تناولها لإرتفاع سعرها يوماً بعد يوم، ثم أتناول مجموعة من الأدوية التي تحتوي على عناصر مخدرة لأصل إلى نسبة المخدر المطلوب.
وفي إحدى المرات تحدثت مع والدتي على أنها صديقي الذي كنت أجلس معه في النادي منذ فترة طويلة من الزمن.
وفي مرة أخرى كنت أسير في الشارع فعدت إلى اللحظة التي كنت أجلس فيها مع صديقي في النادي، وفعلاً جلست في منتصف الشارع فصدمتني سيارة مسرعة، وأصبت بكسور في الساق، والأنف، والأسنان، وقضيت إثر هذا الحادث أسبوعين في المستشفى.
وكانت تأتي علي لحظات أشعر فيها بالندم، وأتمنى أن أشفى من الإدمان فأستجيب للعلاج، ولكن سرعان ما أعود مرة أخرى للمخدرات.
وقد فشلت محاولات الأسرة لعلاجي ثلاث مرات إلى أن جاءت اللحظة التي شعرت فيها بالضياع، وقررت أن أعالج نفسي بنفسي، وإبتعدت بل وانعزلت عن جميع المؤثرات السلبية، وبخاصة رفاق السوء حيث مكثت في البيت مدة شهرين مارست خلالها رياضة كمال الأجسام.
وبإيماني بالله نجحت هذه المدة في علاج نفسي، وتخلصت نهائياً من الإدمان، وقد مضى على علاجي من الإدمان حوالي العامين لم أعد خلالهما للمخدرات نهائياً.
الكاتب: فضل الله ممتاز.
المصدر: مجلة المجتمع وآفة المخدرات..